کد مطلب:239386
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:271
الخط 02
انهم لم یعتمدوا كثیرا علی العرب، الذین كانوا یعانون من الانقسامات الداخلیة الحادة، و انما استعانوا بغیر العرب، الذین كانوا فی عهد بنی أمیة محتقرین، و منبوذین، و مضطهدین، و محرومین من أبسط الحقوق المشروعة ، التی منحهم ایاها الاسلام .. حتی لقد أمر الحجاج أن لا یؤم فی الكوفة الا عربی ... و قال لرجل من أهل الكوفة : لا یصلح للقضاء الا عربی [1] .
كما طرد غیر العرب من البصرة، و البلاد المجاورة لها، و اجتمعوا یندبون : وامحمدا واأحمدا . و لا یعرفون أن یذهبون، و لا عجب أن نری أهل البصرة یلحقون بهم، و یشتركون معهم فی نعی ما نزل بهم من حیف و ظلم . [2] .
بل لقد قالوا : « لا یقطع الصلاة الا: حمار، أو كلب، أو مولی [3] .
و قد أراد معاویة أن یقتل شطرا من الموالی، عندما رآهم كثروا، فنهاه الأحنف عن ذلك [4] .
و تزوج رجل من الموالی بنتا من أعراب بنی سلیم، فركب محمد بن بشیر الخارجی الی المدینة، و والیها یومئذ ابراهیم بن هشام بن اسماعیل،
[ صفحه 27]
فشكا الیه ذلك، فأرسل الوالی الی المولی، ففرق بینه و بین زوجته، و ضربه مأتی سوط، و حلق رأسه، و حاجبه، و لحیته .. فقال محمد ابن بشیر فی جملة أبیات له :
قضیت بسنة و حكمت عدلا
و لم ترث الخلافة من بعید [5] .
و لم تفشل ثورة المختار، الا لأنه استعان فیها بغیر العرب، فتفرق العرب عنه لذلك [6] .
و یقول أبوالفرج الاصفهانی : « .. كان العرب الی أن جاءت الدولة العباسیة، اذا جاء العربی من السوق، و معه شی ء، و رأی مولی، دفعه الیه، فلا یمتنع [7] .
بل كان لا یلی الخلافة أحد من أبناء المولدین، الذین ولدوا من أمهات أعجمیات [8] .
و أخیرا .. فان البعض یقول : ان قتل الحسین كان : «الكبیرة، التی هونت علی الأمویین أن یقاوموا اندفاع الایرانیین ؟ الی الدخول فی الاسلام [9] .
و بعد هذا ... فان من الطبیعی أن یبذل الموالی أرواحهم، و دماءهم و كل غال و نفیس فی سبیل التخلص من حكم یعاملهم هذه المعاملة، و له فیهم هذه النظرة ؛ . فاعتماد الدعوة العباسیة علی هؤلاء كان منتظرا
[ صفحه 28]
و متوقعا، كما أن اندفاع هؤلاء فی نصرة الدعوة العباسیة كان متوقعا، و منتظرا أیضا ..
[1] ضحي الاسلام ج 1 ص 24، و العقد الفريد ج 1 ص 207، و مجلة الهادي، السنة الثانية العدد الأول ص 89، و تاريخ التمدن الاسلامي المجلد 2 جزء 4 ص 343.
[2] السيادة العربية ص 57 ،56، و لا بأس بمراجعة : تاريخ التمدن الاسلامي المجلد الأول ج 2 ص 274.
[3] العقد الفريد طبع مصر سنة 1935 ج 2 ص 270، و تاريخ التمدن الاسلامي جزء 4 ص 341.
[4] المصدران السابقان.
[5] الأغاني ج 14 ص 150، و ضحي الاسلام ج 1 ص 24 ،23.
[6] السيادة العربية و الشيعة و الاسرائيليات ص 40، و لا بأس أيضا بمراجعة : تاريخ التمدن الاسلامي، المجلد الأول، الجزء الثاني ص 283 ،282.
[7] ضحي الاسلام ج 1 ص 25.
[8] ضحي الاسلام ج 1 ص 25، و العقد الفريد ج 6 ص 131 ،130، طبعة ثالثة، و مجلة الهادي، السنة الثانية، العدد الأول ص 89.
[9] الصلة بين التصوف و التشيع ص 95.